الجمعة، 29 فبراير 2008

تعريف الامية الفكرية المقاله التانيه

الأمية الفكرية كما يعرفها الدكتور محمد فؤاد شاكر ـ أستاذ ورئيس قسم الدراسات الاسلامية بجامعة عين شمس ـ هي عدم اعمال العقل في فهم النصوص وادراك الوقائع والتفكر فيما ينفع الناس ويصلح الحياة‏,‏ مما يوجد فجوة بين الفرد من جهة‏,‏ وبين النص والواقع من جهة أخري‏,‏ والأمية الفكرية ـ أيضا ـ تعني عدم القدرة علي إنزال النصوص علي الواقع بطريقة سليمة وعدم القدرة علي إلحاق الجزئيات بالكليات‏,‏ والفرعيات بالأصول والوسائل بالمقاصد‏..‏ كل ذلك نتيجة أخطاء فهم النصوص وتقويم الواقع‏.‏ويوضح أن الأمم تقاس حضارتها بما تركت من علم وفكر لها وللانسانية‏..‏ فالتفكير أساس من أسس الرقي العلمي حيث ان أعمال العقل دعا إليه الإسلام في كثير من نصوصه‏.‏ويثور تساؤل‏:‏ هل الأمية الفكرية مردها إلي الأمية الدينية أم العكس؟ الواقع أن الأمية الفكرية هي نتاج الأمية الدينية‏,‏ فالطامة الكبري أن أميتنا الدينية أصبحت تمثل ظاهرة في منتهي الخطورة‏,‏ حيث يزعم الكثيرون ممن قرأوا في كتب الفكر والثقافة أنه من الهين أن يكونوا رجال دين‏,‏ وهذا أمر مخالف للواقع‏,‏ فبرغم أن الأمم دعت إلي التخصصات‏,‏ فإننا لانزال نجعل القول في ديننا والحكم فيه لايخضع للتخصص‏,‏ بل يخضع للأهواء وماتمليه علينا مستحدثات الغير في غير روية ولاصبر‏.‏ وفي المقابل نجهل بأصول ديننا وأحكامنا‏,‏ بل وحتي الرموز الدينية لايعلمها كثير من شبابنا ويعلن أن هذا لم يدرسه في مراحله التعليمية‏!!‏ويحمل د‏.‏ شاكر الموسسات التعليمية مسئولية مانحن فيه من أمية دينية‏,‏ تبعتها أمية في الفكر والثقافة‏,‏ فالمناهج التعليمية لم تعد تقدم علما ينتفع به‏,‏ بل تقتصر علي تقديم مهارات فكرية تنتهي بانتهاء الاختبار آخر العام‏,‏ لكن ماذا حصل صاحب الشهادة العليا من علوم دينية ـ إن لم يكن يهوي ذلك‏..‏ لاشيء‏!!‏ويطالب د‏.‏ شاكر بوقفة سريعة وعاجلة للقضاء علي هذه الأمية‏,‏ لأن جعل عقول الشباب خاوية من العلم والفكر النافع هو مراد أعدائنا في شبابنا‏,‏ فتتخطفهم أيدي الإفراط أو أيدي التفريط‏.‏وخطر ذلك علي الأمة أشد بكثير من حرب ضروس تسيل فيها الدماء وتقتل فيها الأنفس‏.‏ويشير إلي أن القضاء علي الأمية الفكرية يكون بأن نعطي لبقية العلوم اهتماما‏,‏ نخرج من خلاله مفكرين في شتي العلوم الدينية والدنيوية‏,‏ فتعلم الدين جزء من تعلم الفكر‏,‏ والذي يفتقد التفكر إنما لايصلح لأن يكون مفكرا في الدين‏,‏ لأن الاسلام ربط في تفكيره بين علوم الدنيا وعلوم الآخرة‏,‏ فقال تعالي ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك‏...‏

ليست هناك تعليقات: