الاثنين، 25 فبراير 2008

الماء مصدر الثروة وليس النفط

خلاصة هامة جدا هي تلك التي انتهى إليها «أسياد العالم الرأسمالي» في منتجع دافوس السويسري الذين حضروا المنتدى الاقتصادي العالمي هناك. وأسياد العالم هؤلاء، وهم من كبار الاقتصاديين والمصرفيين والمفكرين ورجالات الدول، توصلوا لخلاصة مفادها أن «الماء سيصبح مصدر الثروة في القرن الجاري بدلاً من النفط في القرن الماضي».وفي خلاصة ثانية لا تقل أهمية، استنتج هؤلاء أيضا أن «الطاقة والماء والغذاء» أصبحت بعد اشتداد الطلب عليها، الوقود المستقبلي للصراعات في العالم الذي سيطلق من الآن وصاعدا، عبارة «حروب الموارد» على ما ستشهده كرتنا الأرضية من أزمات أو حروب، بحلول نهاية الربع الأول من القرن الجاري.ومن الإشارات الخطرة التي انطلقت من مداخن دافوس "أن كلفة الغذاء والطاقة ترتفع بسرعة غير مسبوقة بسبب تزايد ندرة الماء، التي أصبحت ملموسة من أستراليا شرقا إلى أمريكا غربا"حيث أن القمح ارتفع بنسبة 90 في المئة والذرة 20 في المئة والصويا 80 في المئة والحليب ومشتقاته 37 في المئة
الدراسات تقول أن دول مجلس التعاون الخليجي تحتل مراكز متقدمة من بين عشرين دولة عربية تعاني من نقص مزمن في المياه وارتفاع الطلب على المياه من 6 مليارات متر مكعب عام 1980 إلى 29.7 مليار م3 عام 1995 يستهلك القطاع الزراعي 85 % منها في إطار السعي إلى بلوغ الاكتفاء الذاتي غذائيا.وحسب الدراسات فإن دول شبه الجزيرة العربية تعاني حاليا من عجز في موارد المياه يقارب 16.4 مليار متر مكعب، وأن سد هذا العجز المتزايد سيؤدي في ظل تشبع طاقة التحلية إلى ضخ 30 مليار متر مكعب من المياه الجوفية عام 2015.وحاليا يبلغ عدد محطات التحلية في دول مجلس التعاون نحو 65 محطة، نصفها في السعودية، وتقوم دول المجلس مجتمعة بتحلية 18 بالمائة من احتياجاتها المائية، وتنتج يوميا 8.3 ملايين م3 من المياه، وتستأثر بـ 62.4 % من الإنتاج العالمي للمياه المحلاة.ويتفاوت اعتماد الدول الست على المياه المحلاة، حيث تأتي الإمارات في المقدمة؛ إذ تحتل المياه المحلاة ما نسبته 64.5 % من احتياجاتها المائية تليها الكويت 63.24 %، وقطر 49.5 %، والبحرين 19 %، والسعودية 11.1 %، وعمان 10.2 %.وفي إفريقيا يمر نهر النيل في 9 دول بينها مصر، والسودان ويستفيد منه 150 مليون شخص، سيصبحون حوالي 340 مليون شخص بحلول عام 2050.ولا يحصل نحو 4ملايين فلسطيني في الضفة وغزة الفلسطينيون سوى على ربع كمية المياه التي يحصل عليها 6 ملايين إسرائيلي. أما في إيران فإن 60 % من سكان الأرياف قد يضطرون للهجرة بسبب الجفاف.وتفيد الدراسات أن مستوى بحيرة آرال رابع أكبر البحار الداخلية سابقاً في آسيا قل بمقدار 16 مترا أما مساحتها فقد تقلصت إلى النصف.وفي الصين يقل مستوى خزان المياه بنسبة 1.5 متر سنوياً أما في الهند فيقل المستوى ما بين 1 و 3 متر سنويًا.وبحلول عام 2025 ستعاني 48 دولة من نقص المياه الحاد، ولن يجد نصف سكان الأرض مياها نظيفة. وتتحكم ثماني دول غير عربية في 85 % من الموارد المائية العربية.باختصار فإن كميات المياه في عالمنا آخذة بالتناقص وهي أصلا محدودة، أما سكانه فيتزايدون بسرعة وتتزايد كذلك نسبة استخدامهم للمياه.فتقارير الأمم المتحدة تقول أن أكثر من ثلث سكان العالم يعيش الآن في دول تعاني صعوبات كبيرة لتأمين حاجاتها المائية، وأنه بقدوم عام 2025 سوف ترتفع هذه النسبة لتصبح الثلثين أو أكثر.ويحتاج الإنسان في المتوسط إلى 50 لترا من الماء يوميا كحد أدنى للشرب والطهي والغسل والاستحمام وسواه. لكن لا يحصل على هذه الكمية سوى مليار إنسان من بين ملياراته الستة.ويستهلك العالم سنويا اليوم كميات من المياه تعادل ما كان يستهلكه طيلة 24 عاما في بداية القرن الماضي. وسوف يستهلك العالم خلال كل 4أعوام قادمة كميات تعادل كمية المياه التي استهلكها خلال كامل القرن الماضي.ذات مرة قال الرئيس التركي تورجوت أوزال "للعرب النفط ولنا الماء". وقريبا جدا سيكون الماء هو النفط،لا بل أن الماء سيكون أثمن لأن للنفط بدائل، بينما لا بدائل للماء.
مقاله لانيس ديوب من موقع ارابيان بيزينيس

ليست هناك تعليقات: