التدين من الظواهر الحميدة التي تنامت في السنوات الأخيرة بين قطاعات مختلفة من المجتمع لاسيما الشباب.. لكن عندما يختزل الدين في عبادات وعلوم شرعية, بعيدا عن المعاملات والعلوم الكونية, وعندما تمتليء الصدور بحفظ النصوص ويغيب عن العقل المعاني والأفهام عندما تغيب مراتب الأحكام وفقه الأولويات, فتقدم الفضائل علي الفرائض, ونجعل المباح واجبا, والمكروه محرما.. عندما تختزل الأحكام الشرعية في حلال وحرام, فقط وكأنه ليس هناك مكروه ومستحب ومندوب ومباح.. الخ.. عندما يعيش بعض المتدينين في جزر منعزلة بعيدا عن الواقع والحياة, وتعلو لديهم نبرة التعصب ويغلب عليهم فكر التكفير وتشن حرب ضروس لمجرد الاختلاف في مسألة تقبل الوجهين..عندما ننفصل عن واقعنا وتطالعنا آراء وفتاوي لغير هذا الزمان..عندما نبتلي بكل ذلك, لابد ان نعترف أننا أمام تحد خطير, يواجه كثيرا ممن يسمون بالملتزمين أو المتدينين.. وعندما يكون الشباب المثقف هم الأكثر عرضة لهذا التحدي تكون البلوي أشد وأخطر..فإذا كانت الأمية الدينية التي عانيناها كثيرا ـ ولانزال ـ هي العائق الأكبر لأي مشروع نهضوي حضاري, فإن الأمية الفكرية التي نحن بصددها اليوم, ستكون أشد خطرا وإساءة للاسلام, فوجودها وحده يكفي لتدمير والإطاحة بما تم إنجازه في قرون وليس سنوات!
تنويه : دا اولا مش رايى ولكن مجموعه مقالات عجبتنى فرايت ان انقلها لان الموضوع جد خطير
الجمعة، 29 فبراير 2008
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق